"فقد ورى بلفظ "فكري" عن معنييه -فكر- المضاف إلى ياء المتكلم، واسمه" كما يقول موريا أيضا:
ويح شيخ زوجوه ... منهم ظلما صبيه
فارق الدنيا سليما ... من أذاها وهي حيه
"فقد ورى بلفظ "سليم" عن معنيه من سلم من الأذى واللدمع الذي سمته العرب بذلك تفاؤلًا، كما ورى بلفظ حية عن معنييها الوصف بالحياة والهامة المعروفة".
وتظهر في شعره المصطلحات العلمية كقوله:-
يا من دعائي له ومدحي ... فتفلي مدى مدتي وفرضي
ويقول:
أدت به واجبات للعلا ووفى ... معروفها بفروض البر والسنن
"فتملي" و"فرضي" و"فروض" و"السنن" من ألفاظ الفقهاء ومصطلحاتهم.
أما قصائده في الحكمة، فهي ألصق بوصايا المتآخرين ونصائحهم منها بالحكم المطبوعة، وهي بكلام المعلمين أشبه منها بكلام الشعراء، وبوصايا الآباء المحنكين أشبه منها بالخبرة المطبوعة التي تعتبر عنها قرائح أهل الفتوة١، ومن حكمه قصيدته الرائية التي يقول فيها:
إذا نام غرفي دجى الليل فاسهر ... وقم للمعالي والعوالي وشمر
وخل أحاديث الأماني، فإنها ... علالة نفس العاجز المتحير
وسارع إلى ما رمت ما دمت قادرا ... عليه وإن لم تبصر النجح فاصبر
ولا تأت أمرًا لا ترجى تمامه ... ولا موردا ما لم تجد حسن مصدر