للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى ذكر تلقيه للعلم عن السيد جمال الدين الأفغاني، يقول: إنه عدل عن تلقي العلم عن هذا الإمام، واعتزل حلقة درسه التي جمعته مع فحول العصر أمثال محمد عبده، وعبد الكريم سلمان، ولم يكن هذا الاعتزال إلا صدعا بأمر أستاذه العدوي، وقد ظل الشرنوبي يحن إلى هذا المجلس الحافل بالعلم، وأسراره حتى قال حين نفي الإمام موجها شعره لمحمد عبده، وعبد الكريم سلمان:

يا عصبة كانوا على ... أوج البها ما حالكم

كنتم بدورا في الورى ... فاسود نور جمالكم

ولقد طارت شهرة الشرنوبي العلمية في جميع آفاق البلاد الإسلامية، ولا يزال إلى اليوم لمؤلفاته الكثيرة الضخمة صدى ودوي، فيجتذب الناس إليها ما اتسمت به من الدقة والاستيعاب، والعمق في إشراق أسلوب، ووضوح فكرة، ترى ذلك في سائر مؤلفاته في الشريعة والتصوف واللغة العربية، وغيرها من الفنون.

ولعل مما يستطرف أن نسوق تلك الحادثة الدالة على ذيوع صيته في الأقطار العربية: فقد طلب منه بعض علماء المغرب شرح ديوان ابن الفارض، وكتبوا عنوان الخطاب الذي بعثوا به "حضرة صاحب الفضل والفضيلة شيخ الإسلام والمسلمين بالأزهر"، فسلم الخطاب إلى شيخ الأزهر، فلما فضه وجده باسم الشيخ عبد المجيد الشرنوبي، فاستدعاه وقام وأجلسه مكانه١، وقال له: اجلس حيث أجلسك مشايخنا علماء المغرب.

ومن أشهر مؤلفاته:

١- شرح مختصر البخاري.

٢- شرح الأربعين النووية.


١ كان شيخ الأزهر إذ ذاك المرحوم الشيخ أبو الفضل الجيزاوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>