للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوي البناء، موفور العافية حتى أربى على المائة، وكانت وفاته في السادس عشر من شهر مارس سنة ١٩٣٠م.

وقد أنجب ثلاثة أولاد أصغرهم أحمد الواعظ بوزارة الأوقاف، وأوسطهم محمود الذي كان كبيرًا لكتاب المحكمة الشرعية العليا وأحيل إلى المعاش، وأكبرهم محمد الذي كان أستاذًا بكلية الشريعة، وأحيل إلى التقاعد، وقد عرف بغزارة العلم ودماثة الخلق، والحرص على الدعوة لدين الله.. وقد حصل على الشهادة الأهلية بعد خمس سنوات دراسية، وكانت درجته الأولى بامتياز، وكان ثالث الناجحين في امتحان الشهادة العالمية، وامتاز بعفة اللسان والورع.

هذا وقد قام مدير البحيرة سنة ١٩٤٩م بتقديم لوحة شرف لأعلام هذه المديرية إلى المعرض الزراعي الصناعي العام لذكرى هؤلاء المبرزين، ومع الشرنوبي من هؤلاء في هذه اللوحة الشيخ محمد عبده، والشيخ عبد الكريم سلمان، والشيخ سليم البشري، وعلي الجارم، وعبد القادر حمزة.

منزلته العلمية:

أشرنا في الترجمة له إلى شغفه المبكر بالعلم، والسعي الحثيث في طلبه، وما اكتشفه فيه أستاذه العدوي من قدرة قادرة، وقد كانت هذه المواهب بداية ناهضة ظهر بعدها تملؤه من العلم، وتمكنه من فنونه، حتى صح أن يلقبه السيد جمال الدين الأفغاني "بالسنجق"، وهي كلنة تركية يقصد بها أنه علم فيما يتلقاه عنه من العلم، فلم يكن عجبا أن يكون بهذه المثابة، وهو تلميذ السيد جمال الدين، والمنتفع بأعلام العصر وفحوله من أمثال الشيوخ إبراهيم السقا، ومحمد عليش، وعبد الهادي نجا الإبياري ومحمد الإنبابي، وعبد الرحمن الشربيني وأحمد ضياء الدين، وزين المرصفي، وأحمد شرف الدين المرصفي، وحسن المرصفي وموسى المرصفي، ومحمد البسيوني، وغيرهم من الفحول١


١ الأعلام الشرقية في المائة الرابعة عشرة الهجرة للأستاذ زكي محمد مجاهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>