ويقول:
إذا زل الكريم فكن حليما ... فإن الحلم حينئذ مزية
وإن جاء اللئيم إليك عمدا ... بما كسبت يداه من الأسية
ولم يخضع لعفوك باعتراف ... فعجل بالمكافأة القوية
فإن الحر يكفيه ملام ... وإن العبد تصلحه الأذية
فعامل كل إنسان بحكم ... وفي هذا ترى فصل القضية
وفي البيت الأخير ظاهرة من شعر العلماء حيث تناول ألفاظ العلم ومصطلحاته، ففي المنطق "الحكم" و"فصل القضية"، ويقول:
أقول للحاسد الباغي علي إذا ... أتى الحمى وغدا عندي من الأسرى
عزمي شديد وجاهي واسع لنا ... مكارم بين أعيان الورى تترا
وجل قدري أن أجني عليك بما ... جنت يداك، فلا تشغل لنا الفكرا
بل أنت حل وهذا الفضل عادتنا ... لقد مننا عليك مرة أخرى
وفي النهي عن الكذب قوله:
لو يعلم الباغي بسوء مقاله ... أن الجحيم نعيمه في المنتهى
لأبان بين الناس نير صدقه ... وعن المعاصي والأكاذيب انتهى
وفي أخلاق الناس قوله:
رأيت الناس بالدينار هاموا ... وباعوا الدين بالدنيا وساموا
فأورثهم نفاقا في قلوب ... إلى يوم به اشتد الزحام
ترى عند اللقاء جميل بشر ... وبعد البعد تأتيك السهام
وحسبي من خطوب الدهر طه ... لكل المرسلين هو الختام