الشأن؛ كتاريخ الإسلام, وصناعة الإنشاء كتابة وقولًا, واللغة متنًا وأدبًا, ومبادئ الهندسة, وتقويم البلدان.
وقد رأى أولو الغيرة على الأزهر, وفي طليعتهم المرحوم الشيخ محمد عبده, أن يشجعوا الطلاب على تنشيط هذه العلوم, والتبريز فيها, فخصصوا مبلغ ستمائة جنيه سنويًّا, تعطي مكافأةً للنابغين في هذه العلوم الحديثة, فكانت هذه الرعاية البالغة يدًا تنهض بها هذه العلوم, ولفتةً كريمةً شجعت على المضيّ في هذه الطريق.
هذا وقد جد إصلاحان كريمان, يرمي كل منهما إلى توسيع مواد الدراسة بالأزهر؛ كي تكون شاملةً لكل ما يدرس بالمعاهد المصرية الأخرى, مما يعين على رسالة الأزهر, وإلى جعل العلوم الحديثة إجباريةً بعد أن كانت اختيارية, أولهما: الإصلاح الذي صحب عهد المرحوم الشيخ سليم البشري, ويرجع الفضل فيه إلى طائفة من كبار علماء الأزهر, وخاصةً المرحوم الشيخ محمد شاكر.
ومما يجدر ذكره, أن الأزهر أخذ بحظٍّ وافر منذ إنشاء الكليات الأزهرية؛ من تعليم اللغات الأجنبية في كلية أصول الدين, واختياريًّا في غيرها١.
كما فرض تعليم اللغات الشرقية؛ كالسريانية والعبرية في بعض أقسام التخصص, وأن تعليم اللغات الأجنبية في الأزهر وسيلةٌ جليلةٌ تهيء الاطلاع على الثقافات المختلفة, وتعين على نشر تعاليم الإسلام في كل بلد بلسانه.
ولا ينبغي أن نغفل عن تعلُّم علم النفس, وفن التربية العملية والعلمية, اللذين هيآ للخريجين من كليات الأزهر أن يعترف بأهليتهم للتدريس بمدارس الحكومة المصرية, وقد تمّ منذ سنين تعيين فريق منهم مدرسين للغة العربية في هذه المدارس.
١ منذ سنين تدرس في كلية اللغة العربية اللغة الإنجليزية إجباريًّا.