للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعقدها في بيته، ويأوي إليها النابهون ممن كان لهم بعد شأن، يذكر كالشيخ "حسن الطويل"، والشيخ "محمد البسيوني البيباني".

ويؤخذ مما كتبه في بعض رسائله أن الود بينه، وبين "إسماعيل صديق باشا" الشهير "بالمفتش" لم يكن ثابت الدعائم، ومن ثم ألقى في نفس الخديو ما أغضبه، فأوعز الخديو إلى بعض خاصته أن يكتب إليه ليرحل عن القاهرة، فأقام ببلده حتى نكب "إسماعيل صديق"، فعاد الخديو فاستدعاه، وغمره بفضله.

ولما ولي الخديو "توفيق" عرش مصر بعد "إسماعيل" لم ينس فضل أستاذه عليه، فأدناه منه وقربه إليه وأجله، وأحله رفيع المكانة وأقامه للمعية مفتيا وإمامًا، فظل كذلك حتى استأثر الله به.

مواهبه:

عرف الشيخ "عبد الهادي نجا" في عصره بغزارة العلم وسعة المادة، والتبحر في اللغة وعلومها، حتى كان ثقة يرجع إليه في حل المشكلات١.

وهو إلى جانب هذا "الشاعر الناثر الحافظ الماهر٢".

وقد طارت شهرته في العالم العربي كله فدارت المكاتبات والمراسلات بينه وبين العلماء والأدباء، والشعراء من أمثال الشيخ "الأحدب"، والشيخ "أحمد فارس الشدياق"، والشيخ "ناصيف اليازجي"، وغيرهم.

وكانت له أياد غر، وأقلام حداد في فنون الأدب العربي تذكر له بالشكر، وتؤثر بالثناء٣.


١ تاريخ آداب اللغة العربية لجورجي زيدان ج٤ ص٢٦٣.
٢ الخطط التوفيقية ج٨ ص٢٩.
٣ أعيان البيان للسندوبي ص٢٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>