للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الأشموني"، ولما يتجاوز الثلاثين من عمره، وكانت حلقة درسه مقصد الطلاب لثقتهم به، وتمكنه من مادته.

ولما كان من العلماء الأثبات الراسخين في الإفتاء كان المغفور له الشيخ "محمد عبده"، يحيل عليه استفتاءات ترد إليه من مختلف الأقطار الإسلامية، فكان مثار الإعجاب بدقته، وعمله ورسوخ قدمه حتى إن "مجلة المنار" أشارت إلى ما كان له من جهود في تحري الحقيقة، وتوخي الصواب فيما كان يصدره من فتاوى للمسلمين في شتى الأقطار.

ولما أنشئت مدرسة القضاء الشرعي اختير مدرسا لعلوم الأدب العربي، والإنشاء والمنطق وأدب البحث، والمناظرة، وبعض العلوم الشرعية، فتلقى عنه هذه العلوم طائفة من نابغي القضاء الشرعي، "ومما يذكر عنه بمناسبة اشتغاله بالتدريس في مدرسة القضاء أنه كان جلدا على العمل دقيقا في مراجعة ما يكتب تلامذته، حتى إن حضره صاحب العزة الأستاذ "أحمد إبراهيم بك" رحمه الله -وصف الفقيد لنا بهذا الوصف في مقام ذكر حسناته قال: إنه كان أحد اثنين عرفا بالتدقيق في العمل، والقيام بالواجب المدرسي، وهما الفقيد العظيم، والمغفور له الشيخ "محمد المهدي" الذي كان وكيلا لمدرسة القضاء الشرعي١.

على أنه كان موصول الأواصر بالأزهر، وهو يدرس بمدرسة القضاء إذ شغل منصب المفتش العام للأزهر، والمعاهد الدينية حين أنشئت وظائف التفتيش في الأزهر.

ومما يذكر أن له في الأزهر تشريعا صدر به قانون في سنة ١٩١١ لا يزال هذا التشريع متبعا حتى الآن في المعاهد الدينية -ثم إنه نقل من التفتيش إلى معهد طنطا حيث عين وكيلا له، وقد أظهر من حسن الإدارة، وبراعة التوجيه ما زاد في فضله.


١ من كلمة منصور فهمي باشا في تأبينه في المجمع اللغوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>