للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذ تولى المغفور له "السلطان فؤاد" عرش مصر اختير لمنصب كاتم السر العام للأزهر والمعاهد الدينية، فاضطلع بأعماله الضخمة، وأعبائه الجسام على غير وجه، ومما يذكر له بالحمد والتقدير أنه في أثناء توليه هذا المنصب قررت لجنة ١ إصلاح المعاهد الدينية، وضع الأزهر تحت تفتيش وزارة المعارف كفاء عشرين ألف جنيه تأخذها المعاهد الدينية من وزارة المالية، وكان ذلك في وزارة المرحوم "يحيى إبراهيم باشا"، ولما رفع قرار اللجنة إلى مجلس الوزراء أصدر رأيه بالموافقة عليه، إلا أن "واليا" حملته الغيرة على استقلال الأزهر، فغضب له واستطاع بنفوذه البالغ، ولباقته الساحرة أن يصرف الأمر عن وجهه بعد ما تهيأ له من أسباب التنفيذ.

عضويته في جماعة كبار العلماء:

وفي سنة ١٩٢٤ تقدم ببحث علمي لينال عضوية الجماعة، فصدرت الإرادة الملكية بتعيينه في عضوية هذه الجماعة الموقرة.

في مجلس الشيوخ:

ثم اختير بعد ذلك عضوا في مجلس الشيوخ، فمثل الأزهر أكرم تمثيل ودوى صوته الديني في جنبات المجلس، فقاوم التبشير وحض على العناية بالقرآن الكريم في المدارس الإلزامية، ووقف للغة العربية موقف المدافع الغيور، فكان يثور حين يجد خطأ في الأداء منبها صاحبه إلى الصواب مهما علا شأنه.

ومما يذكر في هذا الصدد أنه دخل المجلس يوما، فقال لأعضائه: فيم تبحثون؟ فقالوا: نبحث قانون التسول، فقال لهم: التسول معناه الاستكراش واسترخاء البطن، فهل تريدون في ذلك بحثا؟ وكانت ملاحظة لغوية طريفة دلت على براعته التي شهد بها الجميع في كل مواقفه.


١ اللجنة الجماعة يجتمعون في الأمر ويرضونه.

<<  <  ج: ص:  >  >>