ولما أنشىء مجمع فؤاد الأول للغة العربية في ديسمبر سنة ١٩٣٢م كان أحد عشرين عضوا، وقع الاختيار عليهم للقيام برسالة المجمع، وقد شهد له بالفضل والتمكن في اللغة جميع علمائها الذين عرفوا فيه الدقة، وغزارة العلم وسعة الاطلاع.
صفاته وأخلاقه:
هذا وقد كان رحمه الله جم الذكاء حاضر البديهة عذب الحديث آخذا بأسباب الجد عظيم الخلق، عفيف اللسان نزيه الرأي كريم التواضع، فأكرم بهاتيك أن تكون صفات العلماء.
مكانته اللغوية وأسلوبه:
كان رحمه الله دائم البحث والتنقيب في كتب اللغة وعلومها والأدب وفنونه، وكان شديد الغيرة على اللغة العربية حريصا على تنقيتها مما يشوبها من الخطأ والدخيل، دائب السهر على سلامتها من كل يشوبها.
وقد أثر عنه إذ عين وكيلا لمعهد طنطا أنه كان نافذ الرقابة على العلماء والطلاب، ولما لاحظ بعض الخطأ في عبارتهم أراد أن ينقيها من هذا الزيف، وأن يضع حدا لما يشوب الألسنة من الخطأ، فكان يكتب ما يتداول من الكلمات على اللوح مبينا الخطأ هاديا إلى الصواب، وقد ظل يعرض هذه الكلمات في فناء المعهد مرتين في كل أسبوع، وذلك مما كان له أعظم الأثر في صحة العبارة، وسلامتها من كل شائبة.
وكان آية الآيات في غزارة المادة، ودقة البحث والتملئ من العلم، والتهدي إلى وجه الصواب فيما يتناوله من البحوث.
ومن يطلع على محاضر الجلسات للمجمع اللغوي، ويستقرئ ما دار فيها