للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولعل لرغبة الأمراء في تسجيل أعمالهم، وضبطها بسني حدوثها أثرا في إكثار الشعراء من ذلك، فقد رأينا التواريخ تكتب بالشعر على القبور، والمنشآت من مساجد ومنازل وسفن وغيرها، ويسجل بها ما يكون من قران، أو ختان حتى طبع الكتب كان يؤرخ بالشعر أيضا.

ومن شعراء الأزهر في هذه الفترة "السيد إسماعيل الخشاب"، "والسيد علي الدرويش"، "والشيخ حسن العطار" "والشيخ محمد شهاب الدين المصري".

الشعر في المرحلة الثانية:

كان عصر "إسماعيل" نهضة مشبوبة في شتى مظاهر الحياة، نهضة في العلم والفن والأدب، وقد أعان على ذلك نشاط المطابع في إخراج الكتب المؤلفة والمترجمة، وإحياء ما اندثر من الأدب العربي الخصب، وما تم من إنشاء دار الكتب التي سهلت للأدباء الاطلاع، ووفرت لهم اتساع الثقافة، وقد مكن الخديو "إسماعيل" الإفرنج، وغيرهم من التروح إلى وادي النيل والإقامة فيه، ونشط الأدباء وقربهم، وأنعم عليهم فتكاثر الشعراء والأدباء، ودخل الأدب شيء من صبغة المدنية الحديثة، والخيالات الشعرية التي نقلت بالمخالطة أو الأسفار، أو بمطالعة كتب الإفرنج الشعرية١.

وشاعت الحرية في عصر "إسماعيل"، وأحس الشعراء والأدباء بالقدرة على التعبير لا يحد من حريتهم عنت، ولا يحبس عواطفهم تضييق، أو إرهاق وبشيوع الحرية استيقظت الأفكار، ونهضت القرائح وتيسر للأديب، والشاعر أن يعبر عن إحساسه، وخوالج نفسه بألوان من التعبير وفنون من التصوير.

ونزع شعراء هذا العصر أيضا إلى تقليد الأساليب الغربية، وتأثروا بالحضارة الحديثة والعلم الجديد، وامتزجت خيالاتهم بخيالات الغرب التي


١ تاريخ آداب اللغة العربية لجورجي زيدان ج٤ ص٢٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>