والنازلة عن الطبقة؛ لأن العبارات عن القوانين والعلوم لاحظ لها في البلاغة. فإذا سبق ذلك المحفوظ إلى الفكر وكثر، وتلونت به النفس جاءت الملكة الناشئة عنه في غاية القصور".
ويقول: "وأخبرني صاحبنا الفاضل: "أبو القاسم بن رضوان" قال: -ذكرت يوما صاحبنا "أبا العباس بن شعيب" كاتب السلطان "أبي الحسن"، وكان المقدم في البصر باللسان لعهده، فأنشدته مطلع قصيدة ابن النحوي، ولم أنبها له وهو هذا:
لم أدر حين وقفت بالأطلال ... ما الفرق بين جديدها والبالي
فقال لي على البديهة: هذا شعر فقيه. فقلت: ومن أين لك ذلك؟ فقال: من قوله: من الفرق إذ هي من عبارات الفقهاء، وليست من أساليب كلام العرب. فقلت: لله أبوك إنه ابن النحوي١.
وإنا نسوق أمثلة من شعرهم ناطقة بصحة هذه الدعوى.
يقول الشيخ "حسن قويدر الخليلي":
خاطرت لما أن رأيته خطر ... وحار فكري في بها ذاك الحور
وقلت: لا والله ما هذا بشر ... ومن بشمس قاسه أو بقمر
فليس عندي بالقياس بدري
فلكمة "بالقياس" من مصطلحات علم المنطق استعملها الشاعر في شعره، وهو الذي يقول أيضا:
والنوفر الرطب يقول جسمي ... كجسمه في حده والرسم
لكنني مخالف في الاسم ... من أجل هذا حكموا بوسمي
وغرقوني وسط هذا البحر
فكلمة "الحد والرسم" من أدوات علم المنطق عدا ما أشار إليه الشاعر