ويقول الشيخ "عبد الهادي نجا الأبياري":
فارفع حديثك في ضعيف لحاظها ... يا عاذلي فحديث وجدي أرفع
وصحيح حبي مسند لضعيف جفنيها يعنعنه الهوى، وينعنع١ الأبيات الأربعة حافلة بالألفاظ الشائعة في هذا العلم التي هي من مصطلحاته وتعبيره.
وتجري في شعرهم ألفاظ علوم البلاغة، وتعبيراتها الخاصة بها كقول الشيخ "محمد
شهاب الدين المصري":
ما لأيديه في الحقيقة "شبه" ... إذ "مجاز" النوال فيهن "مرسل"
فالحقيقة والمجاز، والمرسل من مصطلح علم البيان، ويقول:
هو الفلك المحيط بكل معنى ... وفياض الفضائل في الأنام
"بيان" حلى "معناه" "بديع" ... وسحر حديثه حكم الكلام
فالبيان والمعاني الذي أشار إليه بمعناه، والبديع إنما هي أسماء لعلوم البلاغة.
وتجد في شعرهم كثيرًا من الألفاظ الفقهية، وما يجري على ألسنة الفقهاء كقول الشيخ "حسن قويدر الخليلي":
دعواكم يأيها الزهور ... كما زعمتم باطل وزور
وكلكم بنفسه مغرور ... وواجب في حقه التعزير
من جملة التعزير لوم الحر
فالتعزير الواجب الذي تحدث الشاعر عنه، إنما هو من تعبير الفقهاء، ويقول "السيد علي أبو النصر المنفلوطي":
وحبكم كل وقت ... فرائض لا نوافل
فلفظا الفرائض والنوافل من الألفاظ الجارية على ألسنة الفقهاء.
ومما استعملوه من مصطلح العروض في شعرهم ما يقوله "عبد الله فكري باشا" في الخديو "توفيق"، ووصف بوارجه.
١ النعنعة: حكاية صوت -والتنعنع الاضطراب والتمايل والتباعد.