للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا التعبير "والفرق ظاهر" مع أن فيه تورية بين فرق الشعر، والفرق والذي هو الفصل بين الشيئين هو من مصطلح العلم وأسلوبه.

ويقول الشيخ "حسن قويدر الخليلي" أيضًا:

فقال: لا بد من الفراق ... ولو رقانا اليوم ألف راق

قلت: إذن يا ناعس الأحداق ... فهل يكون بعده تلاق

فقال: إن العسر ضد اليسر

فكلمة "فقال" المكررة وقلت: من سدى التشقيق العلمي ولحمته مع ملاحظة أن لفظ الضد علمي أيضا.

وتلك هي كلمة نفرض فرضا التي هي مما يشيع في دراستهم، وتتناولها ألسنتهم وكلمة "والله أعلم" التي يختم بها العلماء الأجلاء بحوثهم العلمية تأليفا، ودراسة للتواضع ومجانبة الزهو يستعملها أحد شعراء الأزهر، وهو المرحوم الشيخ "محمد الأمير" المتوفى سنة ١٣٣٢هـ، حيث يقول في الحث على الزهد:

دع الدنيا فليس بها سرور ... يتم ولا من الأحزان تسلم

ونفرض أنه قد تم فرضا ... فغم زواله أمر محتسم

فكن فيها غريبا ثم هيئ ... إلى دار البقاء ما فيه مغنم

وإن لا بد من لهو فلهو ... بشيء نافع والله أعلم

وهذه كلمة على فرض أن ذلك قد كان، وتسليم قولك يستعملها الشيخ "عبد الهادي نجا الإبياري" في شعره كاملة غير منقوصة، وذلك حيث يقول:

أين كانت قل لي لديكم جوار ... من لدن آدم لهذا النهار

وعلى فرض أن ذلك قد كا ... ن وتسليم قولك الفشار١


١ في القاموس -الفشار "كغراب" الذي تستعمله العامة بمعنى الهذيان ليس من كلام العرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>