أثر جليل إذ كان جل تلامذتها الأول من الأزهر، وكان لهم في مدرسة الطب من الذكاء، وحسن الاستعداد ما راع وبهر.
والشيخ "حسن العطار" هو الذي قدم الشاب الشيخ "رفاعة رافع""لمحمد علي"، ليكون إماما للبعث الذي أرسل إلى فرنسه في سنة ١٨٢٦م.
وهو الذي أوصى "رفاعة" أن يقيد مشاهداته في بلاد الغرب من الأمور التي يرى فيها فائدة لبني وطنه، كي يظهرها على النواحي المختلفة للحضارة الأوروبية، حتى إذا أطاع "رفاعة" أستاذه، وأتم رحلته "تخليص الأبريز في تلخيص باريز" أوصى العطاء بها حتى قامت الحكومة على طبعها ونشرها.
تنقله:
ثم إنه ارتحل إلى الشام، وأقام بدمشق زمنا كان يقرض فيه الشعر حينا بعد حين، قال:"وقلت وأنا بدمشق هذه القصيدة، وسببها أن صاحبنا العلامة محمد المسيري كان قدم من بيروت لدمشق، فأقام بالمدرسة البدرية حيث أنا مقيم، ومكث نحو شهرين فوقع لي به أنس عظيم".
ثم عاد إلى بيروت وأرسل مكتوبا لبعض التجار فيه قصيدة تتضمن مدح دمشق، وعلمائها وتجارها الذين صاحبوه مدة إقامته، فكان جزاء تلك القصيدة أنها لم تقع منهم موقع القبول، وساروا يهزأون بكلماتها، وقوافيها فانتدبت لنظم هذه القصيدة على بحرها، ورويها انتصار للشيخ "المسيري"، وقد ذكرت بعض متنزهات دمشق في أول قصيدتي، وأتيت فيها بفنون من الغزل، والهجاء وغيرها، فقلت:
بوادي دمشق الشام جزبي أخا البسط ... وعرج على باب السلام ولا تخطي
ولا تبك ما يبكي امرؤ القيس حوملا ... ولا منزلا أودى بمنعرج السقط