للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عودته إلى مصر:

ولما عاد إلى مصر تولى تحرير الوقائع المصرية، فكان أحد الأزهريين الأدباء الذين نهضوا بها، وكانت له شهرة علمية أدبية، ومكانة أذعن لها معاصروه من العلماء، والأدباء، والأفذاذ.

كان يعقد مجلسا لقراءة تفسير البيضاوي، فيتوافد الشيوخ عليه تاركين حلق دروسهم، وقد أهلته هذه المكانة العلمية والأدبية، وما اتسم به من النبوغ، وما طار من شهرته، وبعد صيته أن يكون شيخا للأزهر بعد وفاة الشيخ "أحمد الدمهوجي الشافعي".

ولما قدم إلى مصر عام سبعة وثلاثين ومائتين وألف من الهجرة كبير الدروز، وكانوا قد انتقضوا عليه ملتجئا إلى "محمد علي باشا"، وكان في صحبته "بطرس النصراني" اجتمع به، وكان بينهما اتصال ومودة ورأى المترجم فيه تمكنا من الأدب والمحاضرة، ومعرفة بالتواريخ والأنساب وعلوم العربية، وقد حدث١ بذلك، وبأن "بطرسا" امتدحه بقصيدة منها:

أما الذكاء فإنه ... أذكى وأبرع من إياسه

في أي فن شئته ... فكأنه باني أساسه

أضحى البديع رفيقه ... لما تفرد في جناسه

مواهبه:

كان رحمه الله طموحا محبا للاجتماع والتنقل، ومشاهدة الحضارات المختلفة، وكان معروفا بالجد والذكاء معًا، حدث عنه معاصره المحروم الشيخ "محمد شهاب الدين المصري"، الشاعر بأنه كان آية في حدة النظر وشدة


١ الخطط التوفيقية ج٤ ص٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>