للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذكاء، وأنه ربما استعار منه الكتاب في مجلدين، فلا يلبث عنده الأسبوع، أو الأسبوعين ثم يعيده إلي وقد استوفى قراءته، وكتب في طرره١ على كثير من مواضعه٢، ومما عرف عنه أنه كان يرسم بيده المزاول النهارية.

آثاره:

له تآليف عدة منها حاشيته على جمع الجوامع نحو مجلدين، وحاشية على الأزهرية النحو، وحاشية على مقولات الشيخ "السجاعي"، وحاشية علي السمرقندية، ورسائل في الطب والتشريح "والرمل"، "والبازرجة" وغير ذلك، وقد شرح جزءًا من الكامل للمبرد.

شعره:

لم يجمع شعر العطار في ديوان، وقد أراد هو كما قلنا ألا يحتفظ بشعره الذي نظمه في المدح والهجاء، ورغب ألا يحفظ عنه إلا ما كان غزلًا رقيقا نظمه في صباه حيث العيش غض، والزمن من الشوائب محض، وأن مما يؤسف له أن يفقد كثير من ثروة العطاء الشعرية النفيسة، ولو توفر جميع شعره لارتسمت فيه صورة ناطقة لشاعريته، ومواهبه وشخصيته، ووضحت هذه القصائد مجتمعة كثيرا من أحوال العصر إذ الشعر مرآته المجلوة.

ومهما يكن من شيء ففي القصائد المتناثرة التي وقعنا عليها ما يعين -ولو في جهد- على دراسة شعره، وطريقته واتجاهه الشعري.

يدل ما بين أيدينا من شعر "العطار" على السهولة، ووضوح الغرض وإشراق المعنى وسعة الأفق، وغزارة مادة التشبيه، ولعل مما بسط في أفقه الشعري، ومد في خياله، ومال به في الشعر إلى الوضوح والرقة والسجاحة


١ الطرر جمع طرة، وهي جانب الثوب الذي لا هدب له، وشفير النهر والوادي وطرف كل شيء وحرفه والناصية.
٢ الخطط التوفيقية ج٤ ص٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>