واسمع قمارى الحب في أقمارها ... فلقد سقاها كأسه وسقاني
واسترحم المولى شهيدا في الهوى ... أبدا صريع "مراتع الغزلان"
فالتورية في قوله "مراتع الغزلان"، إذ يحتمل أن يكون اسم الكتاب أو مواطن النساء الشبيهات بالغزلان.
وهو يغرى بالبديع أيضا في الموشحات و"الأدوار" الغنائية، فتراه يلتزم الجناس فيها، ويستعمل التورية ما استطاع، كقوله:
بافاتك الفتان ... ناسي ناسي أهواء
وخده النعمان ... كاسي كاسي آه ... وآه
فقد أوقع الجناس بين ناسي اسم فاعل و"ناسي" بمعنى أهلي، وأوقعه بين كاسي اسم فاعل من كسا و"كاسي" التي هي إناء الخمر مضافة إلى ياء المتكلم، كما أوقعه بين أهواه، فعلًا بمعنى أحبه، وآه، وواه اسمي فعل بمعنى أتألم، وفي ذلك من التكلف والتشدد ما فيه، ويقول:
يا من على خده دينار ... صرفت فيه فضة دمعي
جد لي ببوسه قال دي نار ... والبوس محرم في شرعي
ففي كلمة "دينار" الثانية تورية إذ يحتمل أن تكون مكونة من "دي" اسم الإشارة بالعامية "ونار" أي هذه نار لا تطيقها، وأن تكون النقد المعروف من المذهب، والمعنى هات دينارا إن أردت القبلة.
ولوعه بالتاريخ الشعري:
وهو مفتون بالتاريخ الشعري، وما زال يستعمله في شعره حتى عرف به، ومهر فيه حتى ما كانت تمر به حادثة إلا أرخها عفو الساعة١.