لا أسأل الحظ بردا أن يحرقه ... والبرد والبرد في التحرير سيان
فإنه ما زال يكرر لفظ "البرد"، ويديره في شعره في أوضاع مختلفة طلبا للجناس حتى قبح نسج الشعر وسمح نظمه، وأصبح غاية في السخف و"البرودة"، ولعل كلفه بالجناس أوقعه في الخطأ باستعمال كملة بردان العامية، وفصيحها بارد وبُراد وبَرُود وبَرْد.
ومن الطباق الذي يستعمله قوله:
بيت جديد قديم المجد عن سلف ... بسعد أنجالهم قد شرف السكن
فقد طابق بين جديد وقديم وقوله:
فكم قالت لها الأخرى هلمي ... وكم قالت لها الدنيا تأني
فقد طابق بين الأخرى والدنيا:
ومن أنواع البديع التي يستعملها في شعره مراعاة النظير كقوله:
لهم جامع من غير باب فكم عوت ... عليهم من المحراب في الصبح جرذان
إذا سجدت حيطانه فهي ركع ... وتسمع تسبيح الحصا منه سقفان
وقد أخطأ إذ جمع سقف على سقفان، والصحيح سقف وسقوف.
ومما أولع به من التورية في شعره قوله في مليح اسمه رضوان.
قد أكثر البعض في إنكاره سفها ... يوم القيامة جنات ونيرانا
فأبطل الله في الدنيا أدلتهم ... لما أراهم من الجنات رضوانا
فيحتمل أن يكون أراد "رضوان" خازن الجنة، أو المليح المسمى "رضوان"، أو الرضوان مصدر كالرضا من رضى "ورضوان من الله أكبر".
ويروى في كتاب اسمه "مراتع الغزلان" فيقول:
يا واردا سلسال ذا البستان ... منك الدعاء لصادر ظمآن