للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويموت خادمه في ذلك العام الذي مات فيه حماره، فيؤرخ كما أرخ له فيقول:

قد مات خادمي أحمد

سنة ١٢٥٣

وإذا جدد منظرته كان تجديدها عمارة تستحق التاريخ، فيقول:

جدد أحمد منظرة

سنة ١٢٥٩

هذا وسنورد أبياتا متصلة من شعره لتكون أنطق دلالة على مذهبه في الشعر، وأكثر توضيحا لمسلكه فيه، مما هو من أغراض شعره المختلفة.

فمما قاله يمدح المرحوم "محمدا عليا"، ويؤرخ لامتحان المدارس.

أيجهد في سوى العلم المعاني ... ومعنى الأنس إدراك المعاني؟

كفاني أن رب العلم باق ... على الدنيا وهل باق كفاني؟

فلو عرف الكمي مجال علم ... لزاجمنا عليه باليماني

وسن يراعه بسمت بنجح ... متى عبس البنان من الطعان

بديوان المدارس نعم يوم ... ولا أنساه يوم المهرجان

بأنجاب جميعهم تحلى ... بعقد النجم مسعود القران

وقال لهم نزال لدى المعاني ... وراهنهم فجالوا في الرهان

ترى شجعانهم بثبات جأش ... إذ عرف الجبين من الجبان١

وهم يتنافسون بكل فضل ... ليمتحنوا وعند الامتحان

كأن جوابهم لمغالطيهم ... "عتاب بين جحظة والزمان"

فهم سادوا بمسودات فضل ... بها قد بيضوا وجه الزمان


١ يقال امرأة جبينة وجبين وجبانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>