للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معانيهم تصرف نحو فقه ... ومنطقهم بديع في البيان

ولا عجب إذا كان المربي ... مربي الروح بالعقل المصان

خديو عدله في كل دان ... وفضل علائه في كل آن

معان من معالي أريحي ... أريح من زهور في جنان

به الأوطان مثل الروض أضحت ... وفيها مدحه كالأقحوان

قد اكسب هيئة الدنيا جمالا ... وجمل مصر منه بامتنان

بترجمة العلوم وكن عجما ... وتأليف اللآلى والجمان

ينظم فوق صدر الفضل عقد ... ونثر ذاك منه النيران

بلين تمدن وشديد دين ... فريد ما له مثل يداني

به الإفضال نادي الفضل أرخ ... أجل كرامة للامتحان

......................... ... ٣٤ ٦٦١ ٥٦٠

سنة ١٢٥٥هـ.

فهذه الأبيات حشد الشاعر فيها ما قدر عليه من أنواع البديع المشدود، وألوان الصنعة المتكلفة المستكرهة حتى لكأنها مقصده الأول، وغرضه الأسمى فجاءت فجة مقفرة من جمال الشعر، لا تتنسم منها روح الشاعرية الخصبة، بل لعلي لم أهتز لبيت واحد منها بخيال يطرب، أو تصوير يعجب.

ودعاه صديقه "السيد أباظه" لمقابلته أحد الأمراء، فكتب إليه:

غيري تلفته تلك الخيالات ... فهل لخطك فوق الماء إثبات

لا تحسب الفضل عند الكل منقبة ... إحسان قوم لدى قوم إساءات

وحاسب النفس عن ساعات ما اشتغلت ... في أي نفع مضت تلك السويعات


١ يقال امرأة جبينة وجبين وجبانة.

<<  <  ج: ص:  >  >>