للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نثره:

أما نثره فهو صورة من شعره في التكلف والتعسف، يلتزم فيه السجع حسن أو ساء، "ولولا ما كانت تجره إليه الأسجاع من الحشو والخروج لعد من كتاب الطبقة الأولى في منشئ ذلك العصر١".

وقد تضمن نثره الباب الثالث من كتاب "الإشعار بحميد الأشعار"، وله مقامات ورسائل فيها روعة ورصانة، فمن نثره ما كتبه أحد أصدقائه، وقد دعاه للحضور.

"سيدي كان مأمولي الحضور، لأحظى بالحبور، لكن قابلني القدر بنحسه وحضر لي من قد بناه بنفسه، فكادت النفس تحس لي أن أقتله بسيف علي ولو كنت من شيعته، لحضر لأعتابكم العبد من ساعته، ولما لم تكن لي وسيلة حتى أشاهد بطرفكم كل حيلة، قلت: حسبي الله ونعم الوكيل، واعتكف على إسماعيل.

ومن مقامة الفضيلة والرذيلة قوله:

"وفقك الله لما يرضاه، وعصمك من موجب الذم ومن لا يتحاشاه، وإن الفضيلة والرذيلة صفتان متضادتان، ونوع الإنسان مجبول على الميل للأولى والفرار من الأخرى على حسب آراء العباد وعوائد البلاد، فربما كانت الفضيلة عند قوم رذيلة عند آخرين، وكانت الرذيلة عند أمم فضيلة عند غيرهم من المتأخرين، وحسنات الأبرار سيئات المقربين، مع تفاوتهم في طبائعهم وأشكالهم وصنائعهم، فمنهم ذو الطبع السليم، ومنهم الذميم، ولا سبيل إلى ترغيب الأول ليجتهد في الازدياد، والترهيب للثاني ليتطبع على أن يتحاشى بالاعتياد، إلا باللسان الآتي بسحر البيان، فقد جاء في الحديث أن إيمان المرء ليربو إذا مدح، وربما يصح الجسم إذا جرح".

مؤلفاته:

من مؤلفاته كتاب الدرج والدرك، وهو كتاب وضعه في مدح من


١ أعيان البيان للسندوبي ص٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>