فما من ريب في أن في هذه الأبيات غير قليل من الرصانة، وجمال الشعر وقوة التصوير، ولم يتهيأ ذلك الشاعر إلا بتخلصه شيئا من الأغلال التي كان يرسف فيها من التعسف، وكريه الصناعة.
ومن أبياته الرقاق ما قاله في الهرمين:
أنظر إلى الهرمين واعلم أنني ... فيما أراه منهما مبهوت
رسخا على صدر الزمان وقلبه ... لم ينهضا حتى الزمان يموت
ديوان شعره:
وقد جمع تلميذه "مصطفى سلامة النجاري" شعره ونثره في كتاب سماه "الإشعار بحميد الأشعار"، وطبعه على مطبعة الحجر سنة ١٢٨٤هـ، ورتب الديوان على ثلاثة أبواب -الأول: في الصناعات مرتبة على السنين، والثاني: في غير المصنع مرتبا على حروف الهجاء، والثالث: في الثنر والأدوار، وقد نظم الدرويش جملة متون، وأراجيز منها متن التنوير ومنظومتان في العروض والقوافي افتتح الأولى بقوله:
إلهي لك الحمد فصل مسلما ... على المصطفى والآل والصحب تفضيلا