ولكنك في مدحك القسطنطينية فضلت مصر عليها؛ لأنك جعلت مصر هي العليا والقسطنطينية هي الدنيا، وفي علمك أن الدنيا تأنيث الأدون، فيفيد النظم أن القسطنطينية دون مرتبة مصر، فقال الشاعر مجيبا:"حب الوطن من الإيمان".
وأما رحلته الثانية إليها، فكانت في عهد الخديو "إسماعيل" سنة ١٢٨٩هـ، حيث استصحبه إليها في خلافة السلطان عبد العزيز، وكان مقدمهما القسطنطينية مثقفا مع الاحتفال بعيد الجلوس، فأنشأ الشاعر قصيدة بليغة مطلعها:
تبسمت الآمال عن لؤلؤ القطر ... ففاح شذاها في الحدائق كالعطر
وكان مصراع تاريخها
"جلوسك عيد الدهر أم ليلة القدر".
١١٩ ٨٤ ٢٤٠ ٤١ ٤٧٠ ٣٣٥ سنة ١٢٨٩هـ.
ومما اتسم به أنه كان راجح العقل نافذ الرأي عالما بالأحوال السياسية خبيرا بشئون الأمم، محبا لتربية الأمة داعيا لتثقيفها ونضتها.
وكان شعره شتيتا غير مجموع حتى قيض له المغفور لهما "محمد باشا سلطان"، و"وحسين بك حسني" ناظر المبطعة الأميرية إذ ذاك، فجمعا أشتاته وضما متفرقة وعهدا إلى المرحوم "محمد أفندي الحسني" رئيس مصححي المطبعة بجمعه في ديوان صدر بخطبة الأخير، وبترجمة للشاعر بقلم المرحوم "أحمد باشا خيري" ناظر المعارف العمومية في ذلك الحين.
هذا عدا ماكان له من الطرف والملح والمواليا، والأزجال وغير ذلك مما عبثت به يد التفريط والإهمال.
شعره:
أقيس شعره بشعر عصره، فأراه شبيها به موافقا له يتجه متجه وينزع نزعته، وهو يميل إلى الجناس لكن في غير استكراه، ويطلبه لكن في غير