للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يقنع اسماعيل لبث الثقافة في ربوع البلاد بإنشاء المدارس في مختلف الأرجاء, بل درج على سنة جده في إرسال البعوث من نجباء الأزهريين وغيرهم إلى بلاد الغرب؛ لنقبس من نوره وحضارته وثقافته, كما استقدم من هذه البلاد أعلام العلم والإصلاح؛ ليستعين بهم على رسالته في إنهاض مرافق الحياة جميعًا.

ومن ارتياحه للعلم والفن وتشجيعه لأهلهما, أنه استلحق بمعيته المرحوم عبده الحامولي, الموسيقيّ المغني الشهير, ووهب للمرحوم ابراهيم المويلحي بعد أن خسر ثروته في التجارة مالًا استرجعها به, ووظَّف نقولا بك توما الأديب في حكومته.

تقديره للأزهريين:

على أنه غمر الأزهر والزهريين بعطفه, وأولاهم كريم رعايته وعظيم تقديره, فقد حرَّك الهمم بالإصلاح الذي أدخله على نظم الأزهر, فنشطت الحياة به, وزادت همة المنتين إليه, وأظلَّ بظلاله الشاعرين الأزهريين؛ الشيخ: عليًّا أبا النصر, والشيخ: عليًّا الليثيّ, وأدنى منه الشاعر الكاتب: عبد الله فكري, أحد نوابغ الأزهر, وعهد بتثقيف أبنائه إلى العالم الأزهريّ النجيب المرحوم الشيخ: عبد الهادي نجا الأبياري, وأدنى من نفسه الدكتور: أحمد حسن الرشيدي، وهو من نوابغ الأزهريين الذين قام عليهم البعث الأول, وأحد الأفذاذ في ترجمة الكتب الغربية إلى اللغة العربية, وقد أوعز إليه اسماعيل أن يبرز آية من علمه؛ فألف كتابه "عمدة المحتاج لعلمي الأدوية والعلاج".

بعد إسماعيل:

تولى الخديو "محمد توفيق باشا" حكم مصر بعد اسماعيل, سنة "١٧٨٧٩م" والبلاد في حالٍ مضطربة من فراغ الخزانة, وسخط الشعب, وتألب الجيش, ولم

<<  <  ج: ص:  >  >>