للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أن يقول:

فقدنا الندى لما فقدناه والحجا ... وفصل القضايا والتقى والمعاليا

وكنت أرى نفسي وقيا فمذ قضى ... ولم أقض قد أيقنت أن لا وفا ليا

وهذا المعنى الأخير من أبلغ المعاني الشعرية، وأروعها وأصدقها دلالة على الوفاء.

ومما قاله يهنئ به الشيخ "محمد عبده" إذ عين في الإفتاء.

بهديك للفتيا إلى الحق تهتدي ... ومن فيض هذا الفضل نجدي ونجتدي

نمت بك للعلياء نفس أبية ... وعزمة ماض كالحمام المجرد

ورأى رشيد في الخطوب وحنكة ... وتجربة في مشهد بعد مشهد

وعلم كنور الشمس لم يك خانيا ... على أحد إلا على عين أرمد

فضائل شتى في الأفاضل فرقت ... ولكنها حلت بساحة مفرد

إلى أن يقول:

أمولاي يا مولاي دعوة مخلص ... تقول فيصغي أو تؤم فيقتدي

لكل زمان من بنيه تجدد ... لما أبلت الأهواء من دين أحمد

وقد علم الأقوام أن محمدا ... مجد هذا الدين في اليوم والغد

فهذا شعر رائق عذب سائغ مقبول، لا نبو فيه ولا قلق ولا غموض، ولا التواء وكان صديقه الشيخ "محمد عبد المطلب" قد أرسل إليه إذ نقل إلى أسوان شطر البيتين المشهورين:

أمر على الديار ديار سلمى ... أقبل ذا الجدار وذا الجدارا

وما حب الديار شغفن قلبي ... ولكن حب من سكن الديارا

فكتب إليه "قراعة" هذا التشطير الرائع الرقيق فقال:

أقضي الوقت أجمعه ادكارا ... لمن عنهم ترحلت اضطرارا

<<  <  ج: ص:  >  >>