للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرب الروس ولم تصل إليهم، وظن وصولها وتقصيرهم عن المبادرة بالإجابة، وقد وصل إلى أحد كتابين كتبهما لي يوم قدومه إلى مصر بعد مدة من كتابته١، ومطلع هذه الأبيات.

يا ناعس الطرف إلى كم تنام ... أسهرتني فيك ونام الأنام

ويقول فيها:

طال النوى من بعدكم وانقضت ... بشاشة العيش وساء المقام

مولاي قد طال مرير النوى ... فكل يوم مر بي ألف عام

إلى أن يقول في ختامها:

فتلك حالي لا رمتك النوى ... فكيف أنتم بعدنا يا همام؟

ويقول "المرصفي"، وقد شرفت عناية وده أسمى بهذه القصيدة التي يقول فيهما:

بلوت ضروب الناس طرا فلم يكن ... سوى "المرصفي" الحبر في الناس كامل

همام أراني الدهي في طي برده ... وفقهني حتى اتقتني الأماثل

أخ حين لا يبقى أخ ومجامل ... إذا قل عند النائبات المجامل

بعيد مجال الفكر لو خال خيلة ... أراك بظهر الغيب ما الدهر فاعل

طرحت بني الأيام لما عرفته ... وما الناس عند البحث إلا مخايل

فلو سامني ما يورد النفس حتفها ... لأوردتها والحب للنفس قائل

فلا برحت مني إليه تحية ... يناقلها عني الضحى والأصائل

ولا زال غض العمر ممتع الذرا ... مريع الفنا يطوى إليه المراحل

يقول "المرصفي": وعلى أن ليس من طبعي أن أقول الشعر، إما لفوت أوان تحصيل وسائله، ولم تكن إذ ذاك دواع ترشد إليه، وإما؛ لأن الاستعداد


١ الوسيلة الأدبية ج٢ ص٤٩٧ -وأرسل الباوردي إلى المرصفي قصيدة أخرى يقول في مطلعها:
هو البين حتى لا سلام ولا رد ... ولا نظرة يقضي بها حقه الوجد

<<  <  ج: ص:  >  >>