معهودة في ذلك العصر إذ يعمد إلى جوهر الموضوع، فيبرزه في أبهى حلة ويجليه الطلاب غاية التجلية باحثا في سره دون التعرض للضجة اللفظية، ولغط الكاتبين، وقد ظهر أثر هذه الطريقة في كتابه "حسن الصنيع" الذي ألفه في المعاني والبيان والبديع، وكتبه بأسلوب أدبي رقيق.
وجاوزت شهرته العلمية والأدبية المحيط الأزهري إلى أفق غير الأزهر، فأسندت إليه نظارة المعارف تدريس علوم اللغة العربية بالمدرسة التجهيزية "الخديوية".
واختاره الجالس على العرش الخديو "توفيق" إماما لحضرته ومدرسا لأنجاله، فقام بما عهد إليه خير قيام.
ثم أسند إليه مع عمله هذا تدريس اللغة العربية بمدرسة الإدارة التي سميت فيما بعد "مدرسة الحقوق"، وكان من بين تلامذته النابهين في هذه المدرسة المرحوم "أحمد زكي"، والمرحوم "أحمد شوقي بك"، وكان يدرس علوم البلاغة في مصنفه المسمى "حسن الصنيع".
ثم عين الشيخ "البسيوني" مفتيا للمعية السنية، وظل في وظيفته هذه إلى أن جاور ربه في ليلة الخميس ١٣ من ربيع الآخر سنة ١٣١٠هـ، الموافقة ٣ من نوفمبر سنة ١٨١٢م في عهد الخديو "عباس الثاني" رحمه الله تعالى.
شعره والعوامل المحيطة به:
في أثناء هذه الحقبة التي قضاها "البسيوني" في خدمة بيت الملك كان يقرض الشعر في مدح الخديو، كلما حل موسم أو أهل عيد، أو بدت فرصة وقلما نظم الشعر في غير هذه الأغراض.
ولم يكن من الميسور له وهو من رجال الملك، وخلصائه أن يتعرض في شعره إلى السياسة إلا بقدر يسير جدا، كما لم يكن من المستطاع وهو من رجال الدين أن يتحدث إلا قليلا عن اللهو والخمر والنساء، وما لا يتفق مع جلال الدين ووقار العلم، لذلك جاء شعره في دائرة ضيقة، فلم نعثر له على