للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعر إلا في المدائح والتهاني، وغيرها مما تنشره له الوقائع المصرية مما كان يزجيه لصاحب العرش.

وفيما وقفنا عليه يهنئ بها الخديو "توفيق" بعودته من الإسكندرية إلى العاصمة بعد إخفاق الثورة العرابية، ووقوع الثوار في قبضته.

وفي هذه القصيدة يؤرخ العودة بسنة ١٢٩٩ هجرية، ويضفي على وليه حللا من الثناء، ثم يعرض إلى الثوار فينال منهم ويسفه أحلامهم، وإلى الثورة فيصف مآسيها وشرها، وأخيرا يكل أمر هؤلاء الخارجين على طاعة ولي الأمر في أسلوب جيد بالنسبة لعصره، ويقول في مطلعها:

رجوعك يا توفيق مصر هناؤها ... وشمس بهاها دائما وضياؤها

١٢٩٩هـ.

فأنت خديويها وأنت مليكها ... وأنت لها من كل سقم شفاؤها

وأنت لها حصن على رغم حسد ... وأنت لها بدر وأنت سماؤها

وما في إلا روضة وفكاهة ... وما أنت إلا حسنها وازدهاؤها

وأنت لها إنسان عين حياتها ... ولولا تلاقيها لخيف عناؤها

وما هي إلا جثة أنت روحها ... وما أنت إلا مجدها وملاؤها

وما مثلها إلا لمثلك ينتمي ... فيسمو بها بين الأنام انتماؤها

لبعدك كم قاست لعمري شدائدا ... فاضت إلى أن تستباح دماؤها

ولولا تلافيها لأصبح تالفا ... بقية أهليها وعز نماؤها

وأضحت لأرواح الرياح ملاعبا ... وما طاب فيها للمقيم هواؤها

ومنها:

على عصبة البهتان لا تأس إذ هوى ... بها في مهاوي الموبقات افتراؤها

فقد خلعت ثوب النجاة مذ اكتست ... ثياب الردى جهلا وبئس اكتساؤها

<<  <  ج: ص:  >  >>