للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان قد أنشئ بها قسمٌ لدراسة العلوم الفقهية, يتكون من أربعين تلميذًا يتلقون الدرس في الفقه على المذاهب الأربعة, حتى إذا أتموا دراستهم عينوا قضاةً بالأقاليم، وكان يقوم بالتدرييس لهم الشيخان اللذان ذكرهما الوفائيّ، وكان مدير المدرسة الذي يشرف على شئون التعليم فيها المرحوم "رفاعه رافع" وقد تولى تدريس الفلسفة والترجمة بها بعد عودته من البعث.

ويقول "عبد الرحمن الرافعي":

"كانت مدرسة الألسن عبارةً عن كليِّةٍ تدرس فيها آداب اللغة العربية واللغات الأجنبية، وخاصّةً الفرنسية والتركية والفارسية، ثم الإيطالية, والإنجليزية, وعلوم التاريخ, والجغرافيا, والشريعة الإسلامية, والشرائع الأجنبية, فهي أشبه ما تكون بكلية الآداب والحقوق, فلا غرو أن كانت أكبر معهد لنشر الثقافة في مصر١.

تقدير محمد علي أبناء الأزهر:

ومن طريف ما يذكر أن "محمد علي" لمس نبوغ الأزهريين وجدهم وتبريزهم وتفوقهم على غيرهم في المدارس التي كانوا يتعلمون بها, فأصدر أمره بتخصيص ماهيةٍ شهريةٍ قدرها: أربعون قرشًا للذين صار إلحاقهم من مجاوري الجامع الأزهر بمدرسة المهندسخانة, بالنسبة لمعلوماتهم ومهارتهم, فمثل هؤلاء لا يقاسون بغيرهم من التلامذة المخصص لهم ١٥ قرشا شهريًّا٢.


١ تاريخ الحركة القومية لعبد الرحمن الرافعي ج٣ ص٤٨٧.
٢ تقويم النيل لأمين سامي ج٢ ص٤٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>