للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمدرسة, لعله الشيخ مصطفى كساب, الذي ظلَّ بالمدرسة حتى أواخر عصر محمد علي١.

الأزهر ومدرسة الألسن:

أنشأ محمد علي باشا هذه المدرسة في سنة "١٨٣٦م" وجعل مقرَّها الأزبكية٢.

وقد استقت هذه المدرة طلابها من الأزهر, وقام على تدريس اللغة العربية والأدب العربيّ فيها أبناء الأزهر, وكانت الكتب التي تدرس بها كتب الأزهر؛ كالأجرومية, والسنوسية, والشيخ خالد, وغيرها, وكتب العلوم الحديثة التي يراد نقلها إلى العربية, كان يقوم بترجمتها, ويسهر على تصحيحها أبناء الأزهر, وفي "الخطط التوفيقية" أن هذه المدرسة كان يدرس بها اللغة العربية والإفرنجية والأدبية, وخرج منها كثيرون من المترجمين والشعراء, وفيها ترجمت كتب كثيرة أدبية من اللغة الفرنجية إلى العربية٣.

وقد دلنا على العلوم التي كانت تدرس بهذه المدرسة, مما كان عاملًا قويًّا في بناء النهضة الحاضرة, المرحوم "أحمد أفندي عثمان الوفائي" حيث قال:

"وكانت دروسنا في مدرسة الألسن عبارةً عن علوم اللغة الفرنساوية, والعربيّ؛ كالنحو, والمجاز, والمنطق, والبديع, والعروض, والأدب, والجغرافيا, والحساب, والهندسة, والطب, والتاريخ, والخط, والرسم, وذلك غير حفظ الدواوين, ولما كُلِّفْنَا بحفظها, حفظت ديوان ابن الفارض, وابن معتوق, والبرعيّ, وابن سهل, وبانت سعاد, والهمزية, وغير ذلك مِنْ خزانة الأدب, وحلبة الكميت.

ثم ذكر أنه حضر الفقه على مذهب أبي حنيفة حين كان يدرس في مدرسة الألسن على يد الشيخين: المنصوريّ والرشيد٤.


١ تاريخ الحركة القومية لعبد الرحمن الرافعي جـ٣ ص٤٨٧.
٢ تقويم النيل لأمين سامي جـ٢ ص٤١٦.
٣ تاريخ التعليم في عهد محمد علي لعزت عبد الكريم ص٥٧٦.
٤ المرحوم مصطفى صادق الرفاعي وحي القلم ج٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>