الجديد، وتلامذة يتمون تعليمهم فيها, بعد أن زودهم الأزهر بحظٍّ وافر من علمه وأدبه وثقافته.
ومن الأزهريين الأفذاذ الذين قاموا بالتدريس بالجامعة، الشيخ: محمد المهدي، والشيخ: محمد الخضري١، والشيخ: عبد الرحمن عيد -رحمهم الله- كما أن منهم فضيلة الأستاذ الأكبر, الشيخ: مصطفى عبد الرازق، والدكتور: طه حسين.
مدرسة القضاء الشرعيّ:
أنشئت هذه المدرسة في سنة "١٩٠٧م" حين كان المغفول له "سعد زغلول باشا" وزير المعارف، وقد أمدها الأزهر بصفوةٍ من أساتذته الممتازين, وطلابه النابغين, فكان من الأساتذة الفحول الذين قاموا على التدريس فيها, فضيلة الأستاذ الأكبر, الشيخ: مصطفى عبد الرازق, وصاحب الفضيلة الشيخ: عبد المجيد سليم, مفتي الديار المصرية السابق، وفضلية الأستاذ الشيخ: إبراهيم حموش، والمغفور لهم, الشيخ: أحمد نصر, والشيخ: عبد الغني محمود, والشيخ: محمد بخيت المطيعي, والشيخ: محمد طموم, والشيخ: محمد سليمان البجيرمي, والشيخ: حسين والي.
ومن تلامذتها الفحول الذين كان لهم فضلٌ في النهضة, وأثرٌ بالغ في حياة الأدب والثقافة العربية, طائفةٌ أتمت مرحلتها الأولى في الأزهر, وهي المرحلة التي تَمَّ فيها نضجهم واتجاههم, واستوت فيها ملكاتهم وقارئحهم؛ من هؤلاء التلامذة, أحمد أمين بك, والأستاذ: عبد الوهاب عزام, والأستاذ: عبد الوهاب خلاف, والأستاذ: علي الخفيف, والمرحوم الشيخ: محمد سليمان, نائب المحكمة الشرعية العليا.
وقد آتت هذه المدرسة أكلها, وأثمرت ثمرها, وخَرَّجَتْ لمصر نوابغ نابغين تفخر بهم؛ حيث انتفعت بهم البلاد في نواحٍ شتى؛ كالنهضة الأدبية, والاضطلاع بشئون القضاء, والمحاماة, والتعليم.
ومرجع الفضل في هذا كله إلى الدوحة الباسقة, والشجرة المورقة التي تفرعت منها هذه الفروع, وهي الأزهر.
١ هما وأن كانا من دار العلوم ممن سبق لهم أن تلقوا العلم في الأزهر دهرًا طويلا.