بعث الأنجال: إلى فرنسا سنة ١٨٤٤م
سمَّاه هذه التسمية المرحوم "على مبارك باشا" وقد كان أحد أعضائه, وقال عن هذا البعث في خططه "أرسل محمد علي آنجاله ضمن إرسالية كبيرةٍ قدرها سبعون تلميذًا, وفتح لهم مدرسةً مستقلّةً في مدينة باريس لتعلم الفنون العسكرية١.
وعُيِّنَ إمامًا لهذا البعث, الشيخُ: أبو الوفا الهوريني, أحد علماء الأزهر الأفذاذ المقتدرين في اللغة العربية, المتمكنين من دقائقها, اختاره محمد علي ليكون إمامًا لهذا البعث, ورقيبًا على أعضائه، وقد تعلم الفرنسية بباريس وأجادها, وأتقن النطق والقراءة بها, كما نقل ذلك المغفور له الأمير عمر طوسون عن حفيده عباس نصر أفندي، وقد تكلمنا عن الهوريني في الأزهريين المصححين, ومن بينهم من رجال الأزهر أيضًا، عبد الله السيد بك, وكان من كبار المترجمين.
بعث أزهريّ لتعلم فن المحاماة:
أرسل إلى "فرنسا" في سنة ١٨٤٧م لتعلم علم الوكالة في الدعاوى, أي: فن المحاماة، وكان مؤلفًا من خمسة من أذكياء الأزهر, وقع الاختيار عليهم من بين النابهين الأزهريين الذين يتعلمون في مدرسة الألسن.
جاء في الوقائع المصرية الصادرة في ٢٤ من شوال سنة ١٢٦٣ هـ "٥ من أكتوبر سنة ١٨٤٧م أنه لما كان من جملة مرادات الجناب الخديو, أن ينتخب خمسة أشخاص مستعدين من أذكياء طلبة الجامع الأزهر, بحيث يكونون ماهرين في فن الكتابة, ويكون كل منهم فيما بين العشرين والثلاثين من السن, وأن يرسلوا إلى باريس؛ لأجل تحصيلهم علم الوكالة في أمر الدعاوى, من ديار أوربا, بودر إلى إنفاذ مقتضى إرداته السنية بتدارك من ذكر, ولم نجد أحدًا من الكاتبين تتبع هؤلاء وتكلم عنهم, وعن أثرهم بعد عودتهم.
بعوث أخرى في عهد محمد علي:
ثم تلت ذلك بعوثٌ أخرى, لا يتصل تفصيلها بموضوعنا, فلذلك أعرضنا عنها.
١ الخطط التوفيقية ج١ ص٨٨.