لم تجد البعوث بعد "محمد علي" العناية والاهتمام اللذين بذلها "محمد علي" وشغل الولاة عنها, حتى بلغت في عهد "عباس الأول" واحدًا وأربعين طالبًا, وفي عهد "سعيد باشا" ثمانيةً وأربعين طالبًا.
في عهد إسماعيل:
وكان عهد "إسماعيل" فاتحة حياةٍ جديدةٍ للعلم والثقافة, فأوفدت البعوث إلى أوربة منذ ١٨٦٣م إلى ١٨٧٩م لدارسة العلوم والفنون المختلفة, حتى بلغ عدد المبعوثين في عصره ١٧٣ طالبًا, كما أنشئت مدرسةٌ لأعضاء البعثة في "باريس" بدلًا من المدرسة التي أنشأها "محمد علي" وأقفلت مدرسة "إسماعيل" بعد نشوب الحرب.
من عهد "توفيق" إلى "السلطان حسين":
ثم انصرفت الهمم عن إيفاد البعوث إلى الغرب, فاقتصر ما أُرْسِلَ في عصر "توفيق باشا" و"عباس الثاني""والسلطان حسين" على ٢٨٦ طالبًا.
في عهد الاستقلال:
بدأ هذا الغرس ينمو في عهد الاستقلال, واحتفل بهذه البعوث, فبلغ عددها في سنتين ١٩٧٤ طالبًا.
وقد بلغت اللغة العربية وآدابها أسمى ما تنشده, وأجلّ ما ترجوه، وكان المبعوثون أكثر عددًا, وأتمَّ تشجيعًا، وقد بلغت البعوث الأخيرة حدًّا لم يدن منه عهدٌ من العهودِ.