سائغة الورود، وكان مما أعان هؤلاء الأزهريين على التوفر على التأليف والترجمة؛ إذ ذاك إيفاد كثير من نبغائهم إلى بلاد الغرب فيما أوفد من بعوث؛ إذ اتصلوا بثقافة أوربة, واستمكنوا من لغتها, وكانوا أقرب من هذه الثقافة بالمخالطة والدراسة.
نشرت حركة الترجمة والتأليف ثروة عربية لغوية, اقتضى التعبير بها الكشف عنها, وكانت الترجمة والتأليف حاثًّا للمترجمين والمؤلفين أن يقبلوا في مجفوات الكتب العربية عن مصطلحات وتعبيرات تلائم عملهم الجديد, واسلتزمت حركة الترجمة والتأليف صوغ عباراتٍ تتأدى بها المعاني التي لم يكن في الألفاظ العربية القديمة ما ينهض بها.
واستدعت هذه الحركة القوية أن يلتفت المتأدبون إلى هذه الثقافة الجديدة, وأن يطيلوا الوقوف عند ما حوته من جدة وطرافة, فاتسع الخيال, وأمرع الفكر, واتجه الأدباء متجه الأدب الغربيّ في سهولة أدائه ووضوح تعبيره, واتجهوا إلى المعنى, وتوخوا الفكرة, وانصرفوا عن الصناعة التي كانوا بها كلفين، وكان ذلك بدء حياة جديدة في الأدب العربيّ, سار الأدباء في طريقها, أما رفاعة بك زعيم المؤلفين والمترجمين في صدر هذه النهضة فسنخصه بحديثٍ نطيل الوقوف عنده.
وأما غيره من الأزهريين الذين نهضوا بالترجمة والتأليف إذ ذاك, فهم كثيرون متعددون، وسنبدأ بالكلام عن أشهرهم, مبينين في إيجازٍ طرفًا من حياتهم وآثارهم, ترجمةً وتأليفًا.