للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدد كلِّ شيء، وسبحان الله ملء كلِّ شيء، وتقول: الحمد لله مثل ذلك"١.

فهذا جميعه من ذكر أسماء الرب وصفاته.

والنوع الثاني من هذا: هو الخبر عن الربّ تعالى بأحكام أسمائه وصفاته نحو قولك: الله عز وجل يسمع أصوات عباده، ويرى حركاتهم، ولا تخفى عليه من أعمالهم خافية، وهو أرحم بهم من آبائهم وأمّهاتهم وهو على كلِّ شيء قدير، وهو أفرح بتوبة عبده من الفاقد راحلته، ونحو ذلك من الثناء عليه بما هو أهله ممّا أثنى به على نفسه، وما أثنى به عليه عبده ورسوله محمّد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تشبيه ولا تمثيل.

وهذا النوع يندرج تحته ثلاثة أنواع: حمدٌ وثناءٌ وتمجيدٌ.

فالحمد: الإخبار عنه بصفات كماله سبحانه وتعالى مع محبّته والرضى به، فلا يكون المحبّ الساكت حامدًا، ولا المثني بلا محبّة حامداً حتى يجمع له المحبّة والثناء، فإن كرّر المحامد شيئاً بعد شيء كانت ثناء، فإن كان المدح بصفات الجلال والعظمة والكبرياء والملك كان مجداً.

وقد جمع الله تعالى الأنواع الثلاثة في أوّل سورة الفاتحة، فإذا قال العبد: {الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ} قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قال الله: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال الله: مجّدني عبدي.


١ المسند (٥/٢٤٩) ، والمعجم الكبير (٨/رقم:٨١٢٨) ، والمستدرك (١/٥١٣) ، وصححه العلامة الألباني في صحيح الجامع (رقم:٢٦١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>