للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُجْرِمِينَ} ١، أي: تتضحُ للناس فيكونون منها على حذر وحيطة، وقد قيل:

...

تعلَّم الشرَّ لا للشرِّ ولكن لتَوَقِّيه

... فإنَّ من لم يعرف الشرَّ من النَّاس يَقَع فيه

والإلحاد في أسماء الله كما تقدّم أنواع ٢:

أحدها: أن يسمَّى الأصنام والأوثان بها، كتسمية المشركين اللاَّت من الإله، والعُزَّى من العزيز، ومنَاةَ من المنَّان، وتسميتهم الصنم إلهاً، قال ابن جرير في تفسير قوله: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} : "يعني به المشركين، وكان إلحادهم في أسماء الله أنَّهم عدلوا بها عما هي عليه، فسمّوا بها آلهتهم وأوثانهم، وزادوا فيها ونقصوا منها، فسمّوا بعضها اللاَّت اشتقاقاً منهم لها من اسم الله الذي هو الله، وسمّوا بعضها العزى اشتقاقاً لها من اسم الله الذي هو العزيز"٣. ثم روى عن مجاهد في معنى الآية أنَّه قال: "اشتقوا العزى من العزيز، واشتقوا اللات من الله". اهـ.

فهذا إلحاد حقيقة فإنَّهم عدلوا بأسمائه إلى أوثانهم وآلهتهم الباطلة.

النوع الثاني: تسمية الله بما لا يليق بجلاله وكماله، وأسماءُ الله الحسنى توقيفيةٌ لا يجوز لأحد أن يتجاوز فيها القرآن والسنة، ولهذا فإنَّ من أدخل فيها ما ليس منها فهو ملحدٌ في أسماء الله، قال الأعمش


١ سورة الأنعام، الآية: (٥٥) .
٢ انظر: بدائع الفوائد لابن القيم (٣/١٦٩) .
٣ جامع البيان (٦/١٣٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>