للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحمه الله في تفسير الآية المتقدمة: "تفسيرها: يُدخلون فيها ما ليس منها"١. اهـ.

ومن ذلك تسمية النصارى له أباً، وتسمية الفلاسفة إياه العلةَ الفاعلة بالطبع، وتسمية بعض أهل الضلال له بمهندس الكون ونحو ذلك، فكلُّ ذلك من الإلحاد في أسماء الله.

النوع الثالث: تعطيل الأسماء عن معانيها وجَحدُ حقائقها، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: "الإلحاد التكذيب"٢، ولا ريب أنَّ من أنكر معاني هذه الأسماء وجحد حقائقها فهو مكذبٌ بها ملحدٌ في أسماء الله، ومن ذلك قول من يقول من المعطلة: إنَّها ألفاظٌ مجرّدةٌ لا تدل على معاني، ولا تتضمّن صفات، فيطلقون عليه اسم السميع والبصير والحي والرحيم، ويقولون: لا حياة له، ولا سمع له، ولا بصر له، ولا رحمة، تعالى الله عما يقولون، وسبحان الله عما يصفون، ولا ريب أنَّ هذا من الإلحاد في أسماء الله، ثم إنَّ هؤلاء المعطلين متفاوتون في هذا التعطيل، فمنهم من تعطيله جزئيٌّ، بمعنى أنَّه يعطّل بعضاً ويثبت بعضاً، ومنهم من تعطيله كليٌّ، بمعنى أنَّه يعطل الجميعَ فلا يُثبت شيئاً من الصفات التي تدل عليها أسماء الله الحسنى، وكلُّ من جحد شيئاً مما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فقد ألحد في ذلك، وحظّه من هذا الإلحاد بحسب حظِّه من هذا الجحد.

النوع الرابع: تشبيه ما تضمّنته أسماء الله الحسنى من صفاتٍ


١ رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٥/١٦٢٣) .
٢ رواه ابن جرير في تفسيره (٦/١٣٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>