للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عظيمةٍ كاملةٍ تليق بجلال الله وجماله بصفات المخلوقين، تعالى الله عما يقول المشبّهون علوًّا كبيرًا، والله يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} ١، ويقول سبحانه: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِياًّ} ٢، فالله سبحانه لا سميّ له ولا شبيه ولا مثيل، فهو سبحانه لا يشبه شيئاً من خلقه، ولا يشبهه شيء من خلقه، والمشَبِّه كما يقول الإمام أحمد رحمه الله هو الذي يقول: "يد الله كيَدِي، وسمعه كسمعي، وبصره كبصري تعالى الله عن ذلك"٣، أما من يُثبت أسماء الله وصفاته على وجه يليق بجلال الله وكماله فهو بريء من التشبيه، وسالم من التعطيل.

فهذه أنواعٌ أربعةٌ للإلحاد في أسماء الله الحسنى، وقد وقع في كل منها جماعات من المبطلين حَمَانا الله وإياكم، وَوَقَانا ووقاكم بمنّه وكرمه من كل ضلال وباطل، وقد برّأ الله أتباع رسله وورثته القائمين بسنته من ذلك كلِّه فلم يصفوا الله إلا بما وصف به نفسه ووصفه به نبيّه صلى الله عليه وسلم، ولم يجحدوا صفاته، ولم يشبّهوها بصفات خلقه، ولم يعدلوا بها عما أنزلت عليه لا لفظاً ولا معنى، بل أثبتوا له الأسماء والصفات، ونفوا عنه مشابهة المخلوقات، فكان إثباتُهم برياً من التشبيه، وتنزيهُهم خليّا من التعطيل، كما قال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} .

وبهذه الآية الكريمة نختم الحديث هنا حامدين لله، مُثنين عليه بما هو أهله، وبما أثنى به على نفسه، حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى.


١ سورة الشورى، الآية: (١١) .
٢ سورة مريم، الآية: (٦٥) .
٣ انظر: نقض التأسيس لابن تيمية (١/٤٧٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>