للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي إذا سئل به أعطى وإذا دُعي به أجاب"١.

فهذه بعض الأحاديث الثابتة في ذكر اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سئل به أعطى، ولأجل ذا فقد كان لهذا الاسم ومعرفته والبحث عنه شأن عظيم عند أهل العلم، ولهم في هذا أبحاثٌ كثيرةٌ مطولةٌ ومختصرةٌ، قال الإمام الشوكاني رحمه الله في كتابه تحفة الذاكرين: "وقد اختلف في تعيين الاسم الأعظم على نحو أربعين قولا، قد أفردها السيوطي بالتصنيف"٢ اهـ.

ولم يذكر السيوطي في كتابه الذي أفرده في ذلك والذي أسماه "الدر المنظم في الاسم الأعظم" سوى عشرين قولاً، وكثيرٌ منها ظاهرٌ ضعفُه لعدم قيام دليلٍ صحيحٍ صريحٍ على صحته وثبوته، وبعض المتصوفة لهم في هذا الباب أباطيل كثيرةٌ لا يلتفت إلى شيءٍ منها، ويروون في ذلك أحاديثَ موضوعةً وآثارًا مخترعةً، وقصصاً منكرةً يخدعون بها عوام المسلمين ويغرون بها جهالهم، والواجب على كلِّ مسلم أن يكون في دينه على حيطة وحذر من الوقوع في إفك هؤلاء وباطلهم، فكم غرّ هؤلاء من عوام المسلمين، وكم خدعوا من جهالهم، وكم من ضلال وشر وباطل انتشر بسببهم، والله المستعان.

إنَّ أشهر الأقوال في تعيين الاسم الأعظم وأولاها بالصواب وأقربها للأدلة هو أنَّ اسم الله الأعظم هو "الله"، وإلى هذا القول


١ سنن أبي داود (رقم:١٤٩٣) ، وسنن الترمذي (رقم:٣٤٧٥) ، والسنن الكبرى للنسائي (رقم:٧٦٦٦) ، وسنن ابن ماجه (رقم:٣٨٥٧) ، وصحيح ابن حبان (رقم:٨٩١،٨٩٢) ،
٢ تحفة الذاكرين (ص:٦٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>