قال الإمام أبو عبد الله بن منده في كتابه التوحيد، وقد اختار فيه أنَّ اسم الله الأعظم هو الله، قال:"فاسمه الله معرفة ذاته، منع الله عز وجل خلقَه أن يتسمّى به أحدٌ من خلقه، أو يدعى باسمه إله من دونه، جعله أول الإيمان وعمود الإسلام، وكلمة الحق والإخلاص، ومخالفة الأضداد والإشراك فيه، يحتجز القائل من القتل، وبه تفتتح الفرائض وتنعقد الأيمان، ويُستعاذ من الشيطان، وباسمه يفتتح ويُختم الأشياء، تبارك اسمه ولا إله غيره"١ اهـ.
ولهذا الاسم الكريم من الخصائص ما ليس لغيره من الأسماء، ومن خصائصه أنَّ الله يضيف سائر الأسماء إليه كقوله:{وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى} ، ويقال: العزيز والرحمن والكريم والقدوس من أسماء الله، ولا يُقال: الله من أسماء الرحمن، بل إنَّ هذا الاسم الكريم مستلزمٌ لجميع معاني الأسماء الحسنى دالٌ عليها بالإجمال، والأسماء الحسنى تفصيلٌ وتبيينٌ لصفات الإلهية، فلهذه المعاني العظيمة وغيرها مما اختص به هذا الاسم صار غير واحد من أهل العلم إلى اختيار أنَّ الاسم الأعظم هو الله، ومما يُقوي هذا أنَّ هذا الاسم الكريم قد ورد في جميع الأحاديث التي فيها إشارة إلى الاسم الأعظم.
ومن أهل العلم من ذهب إلى أنَّ الاسم الأعظم هو "الحي القيوم"، قال ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد: "فإنَّ صفة الحياة متضمّنةٌ لجميع صفات الكمال، مستلزمةٌ لها، وصفة القيومية متضمّنةٌ لجميع