للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي نعبدُك ولا نعبد غيرَك، ونستيعن بك ولا نستعين بسواك.

قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ} ١، وقال تعالى: {إِلاّ مَن شَهِدَ بِالحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ٢ قال المفسِّرون: إلا من شهد بـ لا إله إلا الله، {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أي: معنى ما شهدوا به في قلوبهم وألسنتهم.

وثبت في صحيح مسلم من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات وهو يعلم أنَّه لا إله إلا الله دخل الجنة"٣، فاشترط عليه الصلاة والسلام العلمَ.

ـ أما الشرط الثاني: فهو اليقين المنافي للشك والريب، أي أن يكون قائلها موقناً بها يقيناً جازماً لا شك فيه ولا ريب، واليقين هو تمام العلم وكماله، قال الله تعالى في وصف المؤمنين: {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} ٤، ومعنى قوله: {ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} أي أيقنوا ولم يشكّوا.

وثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشهد أن لا إله إلا الله وأنِّي رسول الله، لا يلقى اللهَ بهما عبدٌ غيرُ شاكٍّ فيهما إلا دخل الجنة"٥.


١ سورة محمد، الآية: (١٩) .
٢ سورة الزخرف، الآية: (٨٦) .
٣ صحيح مسلم (رقم:٢٦) .
٤ سورة الحجرات، الآية: (١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>