وأصوبُه؟ فقال: إنَّ العملَ إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لَم يُقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لَم يُقبل، حتى يكون خالصاً صواباً، والخالصُ ما كان لله، والصواب ما كان على السنة "١.
وقد جاءت السنةُ النبوية بالهدى المبين والسَنن القويم والصراط المستقيم، الذي ينبغي أن يكون عليه المسلم، سواءً في الدعاء أو في غيره من الأعمال التي يُقصد بها التقرُّبُ إلى الله، فالسنةُ قد دلَّت على جنس المشروع والمستحبِّ في ذكر الله ودعائه كسائر العبادات، فقد بيَّن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لأمَّته ما ينبغي لهم أن يقولوه من ذِكر ودعاءٍ في الصباح والمساء، وفي الصلوات وأعقابِها، وعند دخول المسجد، وعند النوم، وعند الانتباه منه، وعند الفَزَع فيه، وعند تناول الطعام وبَعده، وعند ركوب الدَّابَّةِ، وعند السفر، وعند رؤية ما يُحبُّه المرءُ، وعند رؤيةِ ما يكره، وعند المصيبة، وعند الهمِّ والحزن، أو غير ذلك من أحوال المسلم وأوقاته المختلفة.
كما أنَّه صلى الله عليه وسلم بيَّن مراتبَ الأذكار والأدعية وأنواعَها وشروطَها وآدابَها أتمَّ البيان وأوفاه وأكمَلَه، وتركَ أمَّتَه في هذا الباب وفي جميع أبواب الدِّين على محجَّةٍ بيضاء وطريقٍ واضحةٍ لا يزيغُ عنها بعده إلاَّ هالكٌ، فالمشروع للمسلم هو أن يذكرَ اللهَ بما شرع، وأن يدعوه بالأدعيةِ المأثورة؛ لأنَّ الذِّكرَ والدعاءَ عبادةٌ، والعبادةُ مبناها على الاتِّباع
١ رواه ابن أبي الدنيا في كتابه الإخلاص والنية (ص:٥٠ ـ ٥١) ، وأبو نعيم في الحلية (٨/٩٥) .