للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" لا ريب أنَّ الأذكارَ والدعواتِ من أفضل العبادات، والعباداتُ مبناها على التوقيف والاتِّباع، لا على الهوى والابتداع، فالأدعيةُ والأذكارُ النبويَّةُ هي أفضلُ ما يتحرَّاه المتحرِّي من الذِّكر والدعاء، وسالكُها على سبيل أمانٍ وسلامة ... وما سواها من الأذكار قد يكون محرَّماً، وقد يكون مكروهاً، وقد يكون فيه شركٌ ممَّا لا يهتدي إليه أكثرُ الناس، وهي جملةٌ يطول تفصيلها.
وليس لأحدٍ أن يَسُنَّ للناسِ نوعاً من الأذكار والأدعيةِ غير المسنون، ويجعلَها عبادةً راتبةً يواظب الناسُ عليها كما يُواظبون على الصلوات الخمس، بل هذا ابتداعُ دينٍ لَم يأذن الله به، بخلاف ما يدعو به المرءُ أحياناً من غير أن يجعله للناسِ سنة، فهذا إذا لَم يُعلم أنَّه يتضمَّن معنى محرَّماً لَم يُجزم بتحريمه، لكن قد يكون فيه ذلك، والإنسان لا يَشعرُ به، وهذا كما أنَّ الإنسانَ عند الضرورةِ يدعو بأدعيةٍ تُفتحُ عليه ذلك الوقت فهذا وأمثالُه قريب.
وأمَّا اتِّخاذُ وِرْدٍ غير شرعيٍّ، واستنانُ ذِكرٍ غير شرعيٍّ فهذا مِمَّا يُنهى عنه، ومع هذا ففي الأدعيةِ الشرعية والأذكار الشرعيةِ غايةُ المطالبِ الصحيحةِ، ونهايةُ المقاصدِ العلية، ولا يَعدلُ عنها إلى غيرها من الأذكارِ المُحدَثةِ المبتَدَعة إلاَّ جاهلٌ أو مفرِّطٌ أو مُتعدٍّ "١. اهـ كلامه رحمه الله.