للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومع أنَّ الأدعيةَ المأثورةَ مشتملةٌ على جِماع الخير وتمامِ الأمرِ ونهايةِ المقاصدِ العليَّة وأشرفِ المطالبِ الصحيحةِ إلاَّ أنَّك ترى في كثيرٍ من الناس مَن يعدِلُ عنها ويرغَبُ في غيرها، بل ولربَّما فضَّل غيرَها عليها، ومِن هؤلاء مَن يجعلُ لنفسه وِرْداً خاصًّا قاله بعضُ الشيوخ، فيلتزمُه ويحافظُ عليه ويعظِّمُ من شأنه، ويقدِّمُه على الأدعية المأثورة، والأورادِ الصحيحةِ الثابتة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهذا من أشدِّ الناس نكوباً عن الجادَّة.

قال شيخ الإسلام رحمه الله: " ومِن أشدِّ الناس عَيباً مَن يتَّخذُ حزباً ليس بمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان حزباً لبعض المشايخ، ويَدَعُ الأحزابَ النبويَّة التي كان يقولها سيِّدُ بني آدم، وإمامُ المرسَلين، وحجَّةُ الله على عباده "١.

وقال العلاَّمة المعلّمي رحمه الله: " ... وما أخسر صفقة مَن يَدَع الأدعيةَ الثابتة في كتاب الله عزَّ وجلَّ، أو في سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يكاد يدعو بها، ثمَّ يعمدُ إلى غيرِها فيَتحرَّاه ويُواظبُ عليه، أليس هذا من الظلم والعدوان؟ "٢.

فالخيرُ كلُّ الخير في اتِّباع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والاهتداءِ بهديِه وترسمِ خُطاه، ولزوم نهجه، فهو القدوةُ لأمَّته، والأُسوةُ الحسنةُ لهم، وقد كان أكملَ الناس ذكراً لله، وأحسنَهم قياماً بدعائه سبحانه.


١ مجموع الفتاوى (٢٢/٢٣٢) .
٢ كتاب العبادة للمعلمي (ص:٥٢٤ ـ النسخة الخطية) .

<<  <  ج: ص:  >  >>