للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالحقِّ، بخلاف أئمةِ الضلال ودعاةِ الباطل، فإنَّهم يدعون الناسَ إلى أنفسهم ويربطونهم بأشخاصهم، فتراهم يُنشئون للناس أوراداً وأدعيةً من قِبَل أنفسهم، ويعظمون من شأنِها، ويُعلونَ من قدرها رغبةً في تكثير الأتباع واستقطاب المريدين، كما قال الصحابيُّ الجليلُ معاذ بن جبل رضي الله عنه: " إنَّ مِن ورائِكم فتناً يكثر فيها المالُ، ويُفتحُ فيها القرآن حتى يأخذَه المؤمنُ والمنافقُ والرَّجلُ والمرأةُ والصغيرُ والكبيرُ والعبدُ والحرُّ، فيوشكُ قائلٌ أن يقول: ما للناسِ لا يتَّبعوني وقد قرأتُ القرآنَ؟ ما هم بمتَّبعيَّ حتى أبتدعَ لهم غيرَه، فإيَّاكم وما ابتدع، فإنَّ ما ابتدعَ ضلالةٌ "، رواه الإمام أبو داود في سننه والآجريُّ في الشريعة، وسنده صحيح١.

فليكن المسلمُ على تَمام الحذر من مثل هؤلاء، وليحرص تَمام الحرص على لزوم السُّنَّة، ففيها السلامة والرِّفعة، والتوفيق بيد الله وحده.


١ سنن أبي داود (رقم:٤٦١١) ، والشريعة (رقم:٩٠، ٩١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>