ومَن يتأمَّل الأدعيةَ المأثورة التي جاءت في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يجدُ فيها الجمالَ والكمالَ والوفاءَ بتحقيق المطالبِ العاليةِ، والمقاصدِ الرفيعةِ، والخيرِ الكاملِ في الدنيا والآخرة، مع السلامة فيها والأمان من الوقوع في الخطأ والزلل، فهي معصومة من ذلك؛ لأنَّها وحيُ الله وتنزيله.
ولذا نجد أئمةَ العلم الأمناءَ الناصحين يُرغِّبون الناسَ في المحافظةِ على الأدعيةِ المأثورة والأذكار المشروعة، ويعتنون تمام الاعتناءِ بربط الناس بكتاب ربِّهم وسنَّةِ نبيِّهم صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ في ذلك السلامةَ والعصمةَ والفوزَ بأكبر الغنيمة، ومن ذلك قول الإمام الجليل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" وينبغي للخلق أن يدعوا بالأدعية الشرعية التي جاء بها الكتاب والسنة، فإنَّ ذلك لا ريب في فضله وحُسنِه، وأنَّه الصراطُ المستقيم، صراطُ الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا "١.
فتأمَّل كلامَ هذا الإمام الناصح وغيرِه من أهل العلم أهل السنة والجماعة كيف أنَّهم كرَّسوا جهودَهم وبذلوا أوقاتَهم وأنفاسَهم في سبيلِ تفقيهِ الناسِ بالسنَّةِ وربطِهِم بِها ودعوتِهم إلى تحقيقها وحسنِ القيام بها؛ إذ هي صراطُ الله المستقيم وحبلُه المتين.
تأمَّل قولَه رحمه الله:" ينبغي للخلق أن يدعوا بالأدعية الشرعية التي جاء بها الكتاب والسنة " تجد فيه تمامَ النصيحةِ للخَلْق وصِدقَ القيام