للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمؤمنة بالشَّرِّ: اللَّهمَّ اخْزِه والْعَنه ونحو ذلك، فإنَّ ذلك عدوان "١.

ومن الاعتداء رفع الصوت به رفعاً يُخلُّ بالأدب، قال عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج: " إنَّ من الدعاء اعتداء: يكره رفعُ الصوت والنداءُ والصياحُ بالدعاء، ويؤمر بالتضرع والاستكانة "٢.

وعموماً فإنَّ الإنسانَ بحسب مفارقته للسنة وابتعاده عن هدي خير الأمة محمد بن عبد الله صلواتُ الله وسلامه عليه يكون نصيبُه من الاعتداء والتجاوز، ومَن لزِمَ هديَ النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وتقيَّد بسنَّته أمِن من الزَلل، وحفظ بإذن الله من الخطل.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وإنَّما اشتغلت قلوب طوائف من الناس بأنواع من العبادات المبتدَعة إمَّا بالأدعية، وإمَّا من الأسفار، وإمَّا من السماعات ونحو ذلك؛ لإعراض قلوبِهم عن المشروع، وإن قاموا بصورة المشروع، وإلاَّ فمَن أقبل على الصلوات الخمس بوجهه وقلبه عاقلاً لما اشتملت عليه من الكلِم الطيب والعمل الصالح مهتماً بها كلَّ الاهتمام أَغْنَتْه عن كلّ ما يَتوهم فيه خيراً من جنسها، ومَن أصغى إلى كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بعقله، وتدبَّر بقلبه وجد فيه من الفهم والحلاوة والهدى وشفاء القلوب والبركة والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام لا منظومه ولا منثوره، ومَن اعتاد الدعاءَ المشروع في أوقاته كالأسحار وأدبار الصلوات والسجود ونحو ذلك،


١ رواه ابن أبي حاتم كما في الدر المنثور للسيوطي (٣/٤٧٥) .
٢ تفسير الطبري (٥/٢٠٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>