للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الاعتداء في الدعاء أن يسألَ الله ما عُلم من حكمته سبحانه أنَّه لا يفعله، كأن يسأله تخليده إلى يوم القيامة، أو أن يسأله أن يرفع عنه لوازمَ البشرية من الحاجة إلى الطعام والشراب والهواء، أو أن يسأله إطلاعَه على غَيبِه وما استأثر سبحانه بعلمه، أو أن يسأله أن يَجعلَه من المعصومين، أو أن يَهبَ له ولداً من غير زوجة، ونحو ذلك مِمَّا سؤالُه اعتداءٌ لا يحبُّه الله ولا يحب فاعله١.

ومن الاعتداء في الدعاء سؤالُ الله ما لا يليق بالسائل من المنازل والدرجات، كأن يسأل الله منازلَ الأنبياء والمرسَلين، أو يكون ملَكاً أو نحو ذلك.

وكذلك من العدوان في الدُّعاء أن يدعوَ اللهَ غير متضرِّع، بل دعاء هذا يكون كالمستغنِي المدلِي على ربِّه.

ومن الاعتداء أن يَعبدَه بِما لَم يشرع، ويُثنِي عليه بِما لَم يُثنِ به على نفسِه ولا أذِنَ فيه.

ومن الاعتداء في الدعاء كذلك الدعاءُ على المؤمنين باللَّعنة والخِزي والهوان، قال بعضُ السلف في معنى المعتدين في الآية المتقدِّمة: " هم الذي يدعون على المؤمنين فيما لا يحلُّ، فيقولون: اللَّهمَّ اخزِهم، اللَّهمَّ الْعَنْهم "٢.

وجاء عن سعيد بن جُبير في معنى الآية قال: " لا تدعوا على المؤمن


١ انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (١٥/٢٢) .
٢ تفسير البغوي (٢/١٦٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>