للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعبدُ كلَّما كان قريباً من الله مطيعاً له محافظاً على أوامره كان حرياًّ بالإجابة والقبول في دعواته ومناجاته لربّه، وقد ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الله تعالى قال: مَن عادى لي ولياًّ فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذ بي لأعيذنَّه، وما ترددتُ عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته "١.

وكذلك عندما يُقبِل العبد على الله إذا مسّه الضرُّ بصدقٍ وإخلاصٍ وشدّة رغبةٍ فإنَّ دعاءَه لا يُردّ، والله يقول: {أَمَّن يُجِيبُ المُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} ٢، قال بعض أهل العلم في هذه الآية: " ضَمِن الله تعالى إجابةَ المضطر إذا دعاه، وأخبرَ بذلك عن نفسه، والسببُ في ذلك أنَّ الضرورةَ إليه باللَّجَأ ينشأ عن الإخلاص وقطع القلب عما سواه، وللإخلاص عنده سبحانه موقعٌ وذمّةٌ وُجِدَ من مؤمن أو كافر، طائع أو فاجر "٣.

ودعوةُ ذي النون عليه السلام التي دعا بها في بطن الحوت لها شأنٌ


١ صحيح البخاري (رقم:٦٥٠٢) .
٢ سورة النمل، الآية: (٦٢) .
٣ تفسير القرطبي (١٣/١٤٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>