للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عظيمٌ في الإجابة والقبول، قال الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَن نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي المُؤْمِنِينَ} ١، وقد ثبت في السنة أنَّ هذه الدعوةَ العظيمة المباركة لا يدعو بها مسلم في شيء إلاّ استجاب الله له، روى الترمذي وغيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " دعوةُ ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلاَّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لَم يَدْعُ بها رجل في شيء قط إلاَّ استجاب الله له "٢.

وإذا ضمّ العبدُ إلى ذلك التوسلَ إلى الله بأعمالِه الصالحة التي قام بها في حياته متقرِّباً بها إلى الله طالباً بها مرضاته لَم تُردَّ له دعوة كما هو الشأن في النفر الثلاثة الذين أطبقت عليهم الصخرة وهم في الغار فتوسَّلَ كلُّ واحد منهم بعمل من أعماله الصالحة حتى فرّج الله عنهم بذلك وقد مضت قصّتهم كاملة.

فتقرُّبُ العبد إلى الله وإكثارُه من الأعمال الصالحة وإقبالُه على ربِّه بما يرضيه هو أعظمُ أسباب القبول وأهمُّ دواعي الإجابة، والتوفيق بيد الله وحده.


١ سورة الأنبياء، الآيات: (٨٧، ٨٨) .
٢ سنن الترمذي (رقم:٣٥٠٥) ، والمسند (١/١٧٠) ، وصححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (رقم:٣٣٨٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>